تعرف على سيرة مُحَدِّث العصر مُجيز الزمان الحافظ عبد الرحمن الكتاني

د.عمرو حلمي

هو شيخ الرواية الحديثية في عصرنا وإمامها حافظ الوقت ومسندِه ، صاحب أعلى سَند في الدنيا ، المُعمَّر فوق المائة مُحَدِّث العصر ومُجيز الزمان ، مُسْنِد الدنيا ، وملحق الأحفاد بالأجداد إمام العصر بلا منازع شيخ شيوخنا المعاصرين والمُجيز العَلامَّة الرباني الشريف عبد الرحمن الكِتَّانيُّ الإدريسيُّ الحَسنيُّ الفَاسِيُّ ، سليل الدوحة الحَسَنِيَة الهاشمية ، الحافظ الموسوعي المتفنن الجامع لأشتات العلوم ، خريج جامع القرويين المالكي مذهبا الأشعري عقيدة الكتاني نسباً وطريقة ، صاحب أعلى الأسانيد في علم الرواية في عصرنا الحاضر.

 

نسبه : هو عبد الرحمن بن العَلامَّة مسند الدنيا أبي الإسعاد محمد عبد الحي بن جبل السنة العَلامَّة أبي المكارم عبد الكبير الكتاني الإدريسي الحسني الفاسي المغربي.

 

post

مولده : وُلِدَ في شهر صفر عام ١٣٣٨هـ / الموافق١٩١٦م ، بمدينة فاس بدولة المغرب العربي ، وإليها ينسب ، سليل الدوحة الحَسَنِيَة الهاشمية ، فهو ينتهي نسبة إلى الإمام الحسن بن عليِّ رضي الله عنهما.

 

نشأته ونبوغه العلمي :

نشأ العَلامَّة عبد الرحمن في بيت علم إذ تتلمذ على يد أبيه حافظ عصره ، فوالده هو شيخه الأكبر ومربيه ، وعمدته في سماع الحديث ، وقد لازمه وخدمه أكثر حياته.

 

فقرأ وسمع على أبيه «صحيح البخاري» بكماله نحو ست مرات، و«صحيح مسلم»، و«سنن أبي داود» ، و«سنن النسائي» ، و«الموطأ» برواية الليثي ، و«الأدب المفرد» ، و«شمائل الترمذي» مرات ، و«الشفاء» ، و«ألفية العراقي في الحديث»، و«الأربعين النووية» كلها بكمالها ، وقرأ عليه طرفا من «سنن الترمذي» ، و«سنن ابن ماجه» ، و«الرسالة لابن أبي زيد» ، و«عوارف المعارف» للسهروردي ، وعدد من المسلسلات : كـ «الأولية» ، و«الصف» ، و«المحبة» ، و«عاشوراء» ، و«وضع اليد على الرأس» ، وبعض المنظومات : كقصيدة بانت سعاد ، مرات, والهمزية ، والبردة.

 

شيوخه وأساتذته :

 

لقد تفرد العَلامَّة عبد الرحمن بالرواية عن جمع غفير من العلماء على رأسهم :

والده العلامة الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني, حافظ العصر , والذي أنشأ دار الحديث الكتانية بفاس واستدعى لها صفيّه مُحَدِّث الحرمين الشيخ / عمر بن حمدان المحرسي التونسي فمكث فيها مدة يدرس بها.

 

والسيد محمد بن جعفر الكتاني وهو ابن خال والده وشيخه أيضاً .

 

والمكي بن محمد بن علي البطاوري الرباطي.

 

ومحمد إدريس بن محمد المهدي بن محمد بن علي السنوسي – ملك ليبيا السابق.

 

ومحمد بن محمد الديسي البوسعادي الجزائري.

 

وأحمد رضا علي خان البريولي الهندي.

 

والإمام الأكبر حسونة بن عبد الله النواوي – شيخ الأزهر.

 

ومحمد بخيت المطيعي – مفتي الديار المصرية.

 

ومحمد الطيب بن محمد النيفر التونسي – مفتي تونس.

 

ومحمد بسيوني بن بسيوني القرنشاوي المصري.

 

ومحمد أبو الخير عابدين الدمشقي.

 

وأحمد بن محمد الزكاري الفاسي.

 

كما تعد أسانيد العَلاَّمة عبد الرحمن عن والده وعن طائفة من المُحَدِّثين عالية.

وهو آخر من يروي عن : المُحَدِّث الأكبر السيد بدر الدين الحسني ، والسيد محمَّد بن جعفر الكتاني ، الشيخ عطاء الله الكسم ، وغيرهم الكثير.

 

روى عنه :

مسند الديار المصرية الشيخ الأستاذ الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم – أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر ، والأستاذ الدكتور / محمد حُحُود التَّمَّسمَاني – أستاذ التربية الإسلامية والقراءات بمعاهد طنجة بالمغرب ، والشيخ محمد زياد بن عمر التُكلة ، وخالد بن المختار السباعي ، وأحمد بن عبد الملك عاشور ، وغيرهم.

 

مناقبه وثناء العلماء عليه :

 

له ذكر في كتاب «المدخل إلى الشفا»، باعتباره كان قائما على المهام الشخصية والتجارية لوالده السيد عبد الحي الكتاني، وقد نقلت عنه حكاية مؤثرة حيث أن والده قبل شراء نسخة عادية من كتاب الشفا للقاضي عياض رغم ثمنها الباهظ ورغم وجود نسخ أخرى في مكتبة السيد عبد الحي أكثر نفاسة، فلما ذكر السيد عبد الرحمن لوالده ذلك، قال له : “إن الشفا إذا دخل بيتنا لا يُردّ” !

 

وله أيضاً ترجمة موسعة في كتاب : «الاستدعاء المشرق من مسندي المغرب والمشرق» ، وفي كتاب : «إرواء الخلان بمن لقيت وأجازني من العلماء والأعيان في الحواضر والبلدان» ، وكلاهما للأستاذ الدكتور / محمد ححود التمسماني – أستاذ التربية الإسلامية والقراءات بمعاهد طنجة بالمغرب.

 

كما خَرَّج له الشيخ محمد زياد التكلة ثبتا سماه : «نيل الأماني بفهرسة مسند العصر الشيخ عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني» ، جاء فيه : هذا مجموع صغير خرّجته لشيخنا مسند العصر فضيلة الشّيخ عبد الرحمن ابن الشّيخ الحافظ مسند العصر محمّد عبد الحيّ بن العلاّمة المحدّث الشّيخ عبد الكبير الكتّانيّ الإدريسيّ الحسنيّ الفاسيّ المغربيّ.

 

خرجّت لشيخنا في هذا المجموع أربعة أجزاء؛ وهي :

١- أوائل الكتب الحديثيّة وغيرها.

٢- أجود مسلسلاته الحديثيّة.

٣- أربعون حديثاً مسلسلة بالأشراف من طريقه.

٤- أسانيده في الفقه المالكيّ وكتبه.

والكتاب طبع بدار الحديث الكتانية – طنجة بالمغرب.

 

مكانته العلمية :

لقد امتاز العالم الجليل بسعة الأفق وكثرة الاطلاع ، فما من إجازة في كتب الصحيحين، أو بقية كتب السنة، أو الشريعة، واللغة إلا وله أسانيد عالية ونادرة فيه، وله طلابه، وله مجالسه.

 

كما شارك في العديد من المجالس الحديثية لقراءة وإجازة كتب السنة وعلى رأسها : «صحيح البخاري» ، و«الموطأ» برواية الليثي ، و«الشفا في التعريف بفضائل المصطفى» ، و«الشمائل المحمدية» ، و«الحديث المسلسل بالأولية» ، و«الحديث المسلسل بيوم عرفة» ، وغير ذلك من المصنفات ، والأجزاء الحديثية.

 

وفاته :

الثلاثاء ١٢ جمادى الأولى ١٤٤٤هـ / الموافق / ٧ نوفمبر ٢٠٢٢م ، عن عمر يناهز ١٠٦عاماً قضاها في إقراء وإسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكان رحمه الله تعالى من أعلى الحفاظ والمُسْنِدين في العالم سندًا، إن لم يكن أعلاهم على الإطلاق، وقد نزل بوفاته إسناد أهل الأرض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم درجة ، رحمه الله تعالى ورضي عنه وأسكنه الفردوس الأعلى ، وجعل ما قدم من علم نافع وعمل صالح في ميزان حسناته يوم القيامة.

زر الذهاب إلى الأعلى