حوار مفصل مع الشاعر فوزي محمود.. حديث حول الصراعات الدولية والدم الأسود

وألقى قصيدة شعر بعنوان «السلام»..

ويقول: «أحب أعمالي الأدبية العلمية.. وأبرزها كتاب: الدائرة الرقمية للإيقاعات الشعرية».
أجرت الحوار: روعة محسن الدندن
هذا الدم الذي ربما جعل منطقتنا العربية عبارة عن ساحة للصراعات للدول العظمى، لتقوم بحروبها على أرضنا لتسيطر على هذا الدم الأسود وهو النفط الذي يشكل العصب الرئيسي للطاقة. ولعدم قدرتها على امتلاك مصدر بديل للطاقة وكل ماتم تداوله هو عبارة عن منابع النفط وخوض الحروب من أجله. لأنه العامل الأهم في الصراع الدولي وربما هذا الصراع هو للقضاء علينا وسلب هذه المساحة التي وهبها الله الثروات والموقع الهام، وهذا محور حوارنا عن سبب الصراع وحقيقته مع ضيفنا، وإلى نص الحوار…
ضيفنا هو الشاعر فوزي محمود أحمد محمد عابدين، الشهير بـ «فوزي محمود»، شاعر وقاص وعروضي، عضو إتحاد كتاب مصر، محاضر مركزي بهيئة قصور الثقافة، يبلغ من العمر 78 عامًا، وُلِد في مدينة السويس مصر في 20 ديسمبر 1944م، ومن مؤلفاته تائه فى المنخفض – ديوان شعر فصحى، عاشق البحر – ديوان شعر فصحى، عندما يأتى الربيع – ديوان شعر فصحى، كفاح شعب القناة – ديوان شعر باللهجة العامية المصرية، الدائرة الرقمية للإيقاعات الشعرية – كتاب فى علم العروض الرقمي، رحلة عبر ضوء القمر – مجموعة قصصية.
وخلال الحوار قال:  «تم اعتباري رائد من رواد العروض الرقمي في نهاية عام 2015. وتم نشر أعمالي الشعرية والقصصية فى الصحف والمجلات، واستضافتي على القنوات المسموعة والمرئية».
وأضاف قائلًا: «أحب أعمالي الأدبية العلمية، كتاب : الدائرة الرقمية للإيقاعات الشعرية. وأنا مدين بالفضل فى خروج كتابي عن الدائرة للدكتور السيد إبراهيم أحمد الذى صور كتابي بعد صدوره بعشرة أعوام، وأرسله للعالم الجليل المهندس خشان خشان فى أكاديمية العروض الرقمي».

برأيك.. متى بدأ الصراع بين الدول الكبرى وماهي أسبابه؟

بدأ الصراع بين الدول الكبرى على (إستخراب) الدول الضعيفة التي حباها الله سعة وغنى في زرعها وبترولها ومناجمها وتميزها جغرافياً.

وتختلق الدول القوية التي لها نزعة احتلالية مشكلة ما مع الدولة الضعيفة وبعد أن تحاربها وتسيطر على أراضيها، تسخر شعبها لإستخراج خيرها مثل القطن الخام (الذهب الأبيض)، والبترول (الذهب الأسود). وخامات المعادن. ثم تصدره لبلادها وتقوم بتصنيعها ثم تعيده لنا بأسعار غالية.

كما تقوم الدول القوية التي تستعمر دولة ضعيفة بإيهامها أنها تحميها، ولكن هي في الحقيقة تحمي مصالحها، وبعد أن تستنزف خيراتها، تتركها نهبا للصراعات الداخلية، التى تؤدي إلى تدمير البنى التحتية. ثم تغتنم فرصة خراب المدن لتعيد أعمارها وتأخذ الحصص الكبرى لمقاولات التعمير، وتقسم التورتة على أشلاء الشعوب.

هل هو صراع قديم بين الدول الكبرى.. وما هي أسبابه؟

نعم.. هناك أسباب، وكثيرة هذه الأسباب فمنها موقعه الهام وممراته المائية.

هل تختلف أطماع كل دولة عن الأخرى؟

نعم.. الأطماع قديمة وكثيرة، وكأن الغرب الإستعماري أبى ألا يترك بلادنا آمنة. تنعم بخيراتها واستقلالها، فما أن يخرج مستعمر من بلد عربية إلا ويأتي بدلاً منه مستعمر جديد، بالاتفاق مع المستعمر القديم بعد أن تمت المؤامرة الكبرى بتوطين اليهود فى فلسطين، والتعهد بحماية الكيان الصهيوني الإسرائيلي، ورغم أن المستعمر يكون في باطن أرضه الذهب الأسود. إلا أنه يجعله احتياطيا لأجياله القادمة. وبالتالي يجفف منابع البترول العربي.

من أسباب أطماع الدول الكبرى في وطننا العربي الثروة الدينية التي يتمتع بها الشرق الأوسط فماذا يعني له ذلك؟

إن كنت تقصدين بالثروة الدينية، بيت المقدس فى فلسطين المحتلة، وجبل الطور فى سيناء، فأنا أعتبرها مزارات للسياحة الدينية. والإستعمار يزكي نار الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، وبين الشيعة والسنة، وبين المسلمين والمسلمين، ليجد مبررا لتواجده بحجة محاربة الإرهاب.

إذا ماذا تعني له هذه المقدسات ليشعل الطائفية وهو لا يعترف بالديانات وإنما يختبئ خلف ستارها؟

لا تعني له إلا اتخاذها ذريعة للتدخل العسكري تحت عنوان: نصرة الأقليات الدينية، لشغل الشعوب وتفريقها وزرع روح التشاحن بين أبناء البلد الواحد، ومصدر إشعال الأزمات هو : مكاتب حقوق الإنسان، التي تكتب تقاريرا مضللة. وساءت سمعتها فى الآونة الأخيرة.

الثروة البشرية المتنوعة والهائلة لدمج العريقات واختلاطها سبب أيضا لهذه الدول.. هل وصلت يده ليسيطر عليها من خلال النزاعات التي تحدث في هذه الفترة؟

دمج العرقيات.. هو الطبيعي، لأن الله خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف، والأفضلية لمن يتق الله، ولكن الإستعمار يريد أن يدمر البلاد بيد أبناء الشعب الواحد، بإثارة الفتن الطائفية فيحاربون بعضهم البعض، وهذا واضح فى العراق واليمن، بأيدِ إيرانية.

هم يحتاجونها لتكون اليد الفعالة في بناء حضارتهم وخاصة المبدعين والمفكرين.. ونحن بالمقابل نساعدهم بإهمالنا لهذه الطاقة وعدم استغلالها مما يجعلنا نسير لما يخطط هؤلاء، متى يستيقظ العرب ويتوقفون عن تنفيذ أطماع هذه الدول؟

هم يستغلون حاجة المبدعين والمفكرين ليكونوا بوقا لهم، فيلتقطونهم ويلبون لهم رغباتهم من خلال معرفة نقاط ضعفهم، المال لمن يحب المال، والجنس لمن يحب الجنس، وبعد أن يسيطرون عليهم، يقتلون من يتراجع إذا فكر في التوبة والعودة لخدمة بلادهم. يستيقظ العرب إذا حسنت نواياهم وأصبحوا على قلب رجل واحد.

نحن أصحاب الثروة الحقيقة للذهب الأسود الذي أصبح يكلفنا الأرواح الكثيرة ومع ذلك لسنا المتحكمين بسعره وتصديره، ما السبب من وجهة نظرك؟

السبب ضعفنا وعدم توحدنا. وألقى علينا قصيدة شعر (السلام) من تأليفه قائلًا:

سلام على الناس من كل دين
ومن كل لون وفى كل دار
فلا خير يأتى بغير السلام
ولا الشمس تأتى بغير النهار
ولا الحب يأتى بغير التآخي
ولا الحب يأتى بغير الثمار
كفى الناس فى الأرض شر الحروب
فلن تجلب الحرب غير الدمار
سلام فبالسلم يحيا الفقير
ويحيا الغنى معا فى ازدهار
يمد القوى يدا للضعيف
ويحنو على جاره كل جار
يرد الحقوق إلى فاقديها
ويسعى إلى الصلح بعد الشجار
فهيا إلى عالم مستنير
يعم السلام بكل الديار
ونمحو من الأرض لفظ الهزيمة
ونمحو من الأرض لفظ انتصار

 هل الصراع بين الدول العظمى تعتقد أنه حقيقي بينهم أو هو ستار ليتم إشعال دولنا؟

هو إتفاق فيما بينهم على تقسيم بلادنا، ونهب ثرواتنا، ولو أصبحنا إمبراطورية كبرى، لن يطمع فينا أحد، وأن تحل مشكلة فلسطين أولا.

لماذا تحاول هذه الدول نشر الشائعات حول تمكنها من امتلاك الطاقة البديلة ومصدر يساعدها على الإستغناء عن النفط ما الهدف منه؟

ليتهم يمتلكون الطاقة البديلة، لتقل أهمية البترول. ولو أن كل سفينة عملاقة وطائرة عملاقة استخدمت الطاقة البديلة لقلت أهمية الذهب الأسود، ويمكن للسفن استخدام طاقة الرياح على متنها لتوليد الكهرباء، مما يقلل استخدام البترول.
مهما كانت الطاقة يبقى النفط أهم مصاده ولكن صراع الحضارات الذي تم تحويله من أطماع الروس لدول الأوربية من خلال تفكك الاتحاد السوفيتي وبعد سقوط جدار برلين ليتم تحويله إلى منطقة الشرق الأوسط من خلال أمريكا.
أليس هذا دليل على انسجام بينهم والصراع هو صراع ديني وليس صراع حضارات؟
الأديان السماوية تدعوا للسماحة ولا تدعوا للصراع، تدعوا للدفاع ولاتدعو للغزو والإحتلال، الأطماع وحب السيطرة هو سبب مانحن فيه، عندما تسبب ميخائيل جورباتشوف فى تفكيك الاتحاد السوفيتي إلى دول عدة، كانت هناك أطماع فيما بينهم، فأصبحت أمريكا القوة العسكرية الأقوى فى العالم ونصبت نفسها شرطيا على العالم، أما الآن وقد استعادت روسيا قوتها فى زمن بوتين، وأصبحت تزاحم أمريكا فإنهما أي روسيا وأمريكا أصبتحا عصابة واحدة.

وما ساعد روسيا هو إيران وخلافاتنا وأما أمريكا فما يظهر لنا أنها أصبحت في حروب مع أغلب الدول وكلها مجرد تصريحات يتم تداولها عبر وسائل الإعلام مثل الصين وإيران وغيرهم..

هل هذا ما يسمى النفاق السياسي الذي يصدقه العرب؟

النفاق السياسي أصبح لا يخفى على أحد وأصبح وسيلة ابتزاز، وليس يصدقه العرب فقط، بل يتعاطونه فيما بينهم.

ما هي رسالتك الأخير حول موضوع حوارنا؟

أن لا يحارب الحكام شعوبهم إذا ما انتفضوا ضدهم، وألا تشيع الشعوب الفوضى فى مطالبتهم لحقوقهم المشروعة، وألا يستقوي الحاكم أو المحكوم بالخارج، لأن الخاسر الأكبر هو الشعب، وأن يتم الإهتمام بالتعليم الصناعي، وأن يعاد النظر فى مادة التربية الوطنية فى المدارس.

post
زر الذهاب إلى الأعلى