كيرلس عيد .. كيف تتخذ قراراً في وقتٍ قصير؟

إحدى أكبر الطرائق التي يفقد بها الناس إنتاجيتهم هي محاولة اتخاذ القرار بشأن ما يجب عليهم فعله، وقد يبدو هذا الأمر سخيفاً، لكن إذا ألقيت نظرةً على معظم أساليب التخطيط، فهي مصممة غالباً لتقليل مقدار الوقت الذي يجب أن تقضيه في اتخاذ قرار بشأن المهمة التالية التي يجب عليك القيام بها؛ ذلك لأنَّ هذا الأمر يمثل أكبر عامل استنزاف للوقت يواجهه الناس؛ إذ تجدهم بدلاً من العمل على أمر هام، يقضون الوقت في محاولة اتخاذ القرار أو القلق بشأن المهمة التالية التي يجب عليهم القيام بها.

تحديد مهمة اتخاذ القرار:

إذا كنت لا تجيد هذا الأمر حقاً، فلا بُدَّ أنَّك تقضي وقتاً في محاولة تحديد المهمة التالية أطول ممَّا يستغرقه إنجاز المهمة التي ستختارها في النهاية.

إنَّ الفكرة من طريقة تعليمك إدارة مهامك، هي المساعدة في تقليل وقت اتخاذ القرار بشأن المهمة التالية، فأنت تتخذ قرارك خلال التخطيط، وتتبع خطتك بسهولة حتى لا تضطر إلى هدر وقتك بين المهام الفعلية. تحاول معظم طرائق التخطيط فعل ذلك، على الرغم من أنَّ معظمها لا يُظهِر هذا بصورة مباشرة.

ذات يوم، كنت أراقب ابنتي البالغة من العمر خمس سنوات وهي تكتب الكلمات، كانت تستغرق إحدى الصفحات معها أحياناً وقتاً طويلاً لإكمالها، ولكن عادةً لا تكون الكتابة الفعلية هي التي تجعلها بطيئة؛ وإنَّما الوقت الذي تقضيه في التفكير والتوقف بين الكلمات.

post

في مرحلة ما، لاحظت أنَّها لم تكن ترتب الكلمات كما هي؛ إذ كانت تنتقي كلمةً عشوائيةً في الصفحة وتكتبها، ثم تكمل جميع الكلمات التي كان عليها نسخها على صفحة أخرى؛ لكنَّ الأمر استغرق معها وقتاً أطول بسبب فكرة اتخاذ القرار بعد كل كلمة لمحاولة تحديد الكلمة التي تليها.

كتابة خطوات اتخاذ القرار بالترتيب:

بعد ذلك، طلبتُ منها كتابة جميع الكلمات بالترتيب، ويبدو أنَّ هذا الأمر ساعدها على الانتهاء بسرعة أكبر. ما كانت تفعله ابنتي مع الكلمات هو الشيء نفسه الذي يفعله معظم البالغين في جميع مجالات الحياة الأخرى؛ إذ في كل مرة يجب عليك التوقف واتخاذ القرار، أنت تقضي وقتاً ثميناً يمكنك أن تقضيه في إنجاز المهام.

زر الذهاب إلى الأعلى