أخر الأخبار

فتوى في الاجتماعيات.. «آداب السلام في الإسلام»

بقلم – فضيلة الأستاذ الدكتور عطية لاشين
أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

س : يقول : نريد أن نعرف شيئا عن آداب السلام في الإسلام

الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة يونس الآية(١٠).والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة : “لا تدخلوا الجنة حنى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم تحابوا”.

وبعد :

فإن المسلم إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤتلف ومن المظاهر التي تشيع الألفة والمحبة بين أفراد أمة الإسلام إلقاء السلام عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : “أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال : أن تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”.

وبخصوص واقعة السؤال نقول :

إن لإلقاء السلام آداب إسلامية كثيرة حثنا عليها الإسلام نذكر بعضا منها فيما يلي :

post

أولاً : إذا مر الماشي على القاعد فالسنة أن يلقي الماشي السلام على القاعد سواء كان الماشي صغيراً أو كبيراً قليلاً أو كثيراً.

ثانياً : إذا تلاقى اثنان في طريق فالسنة أن يسلم الراكب على الماشي والقليل على الكثير والصغير على الكبير.

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير”.

ثالثاً : إذا لقي رجل جماعة فلا يخص بعضا منهم بالسلام دون البعض بل من السنة ان يلقي السلام على الجميع فإن خص بعضا منهم بالسلام ولم يسلم على البعض الآخر كان ذلك منافيا للحكمة التي من أجلها شرع السلام فالقصد من السلام الألفة والمؤانسة وفي تخصيص البعض به إيحاش للآخرين وربما أفضى ذلك إلى زرع بذرة العداوة والبغضاء.

رابعاً : ومن آداب إلقاء السلام أن تكون صيغته بالصيغة المثلى ، وبيان ذلك أن للسلام صيغتين : صيغة دنيا مجزئة وصيغة على سبيل الكمال أما الصيغة المجزئة فهي أن يسلم المسلم قائلاً : السلام عليكم والأعلى منها درجة أن يقول : السلام علبكم ورحمة الله ، وأعلى الدرجات ، وأكمل التحايا ، والأوفر أجرا ، والأجزل عطاء ، والأكثر ثوابا أن يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

روى الترمذي ، وأبو داود عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “عشر” ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه ثم جلس فقال صلى الله عليه وسلم : “عشرون”.

ثم جاء ثالث فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه ثم جلس فقال صلى الله عليه وسلم : “ثلاثون”.

وفي الفتاوى القادمة نستكمل بقية آداب السلام.

والله أعلم.

وصلى اللهم على سيدنا محمد

زر الذهاب إلى الأعلى