مصطفي العموري ..يكتب..نحن بحق نحتاج ألي أعادة تأهيل
نكران الحقيقه وتجاهلها وهي واضحه جليه كالشمس هو نوع من انواع الجهل المتعمد ومهما كانت الحقيقه مخجله او مخزيه علينا التحلي بقدر ولو ضئيل من الشجاعه والأعتراف بها .. مواجهه أنفسنا يا ساده خيرا لنا من دفن رؤوسنا في التراب كالنعام وكما نعلم جميعا سيظل دوما الأعتراف بالحق فضيله و تحمل مراره تذوقها ومجابتها خير من الحلاوه الزائفه للتجاهل أو الهرب و النكران ..
أبتعدنا بالقدر المفجع عن شاطئ الأصول والعادات والتقاليد التي نشأنا عليها وأصبحنا نتخطاها او نغض الطرف عنها بلا أكتراث وأصبحنا مهددين بالغرق وسط أمواج هائجه مدفوعه نحونا من الفكر المندس الغريب الذي يهاجمنا بكل قسوه وبلا هواده ولا رحمه تحت مسميات واشكال مختلفه ومتنوعه ونحن الان وصلنا الي مرحله علينا خلالها التوقف والاعتراف باننا انجرفنا وأن المجتمع بأكمله يحتاج ألي أعاده تأهيل . لن نبحث عن الأسباب التي أوصلتنا الي تلك الحاله والدرجه من التردي فهي كثيره . جليه ومعروفه وتحدثنا عنها كثيرا ..
لن أتحدث عن القصور في الجوانب التعليميه ولا النواحي الدينيه ولا العمليه الفنيه والاعمال الأدبيه بل سأتحدث عن القيم التي كانت تمثل جزء من شخصيتنا المصريه التي كانت تميزنا عن غيرنا من كافه شعوب الارض . كانت موروثاتنا تجعلنا متفردين في طباعنا ومواقفنا وافعالنا وسلوكنا وردود أفعالنا حتي عن اقرب جيراننا ..
أتحدث اليوم عن أبرز احداث الأسبوع الماضي الغريبه التي شغلت الناس وكثر الحديث عنها فصارت تريندات وتناولها كل شخص حسب رؤيته الا اني لم اجد رؤيه صادقه تمثلني او تمثل الكثيرين مثلي في أي وسيله من وسائل التواسل الأجتماعي أو الميديا فمن يدافع وجدته يدافع بتهور واندفاع و بلا حساب ومن يهاجم وجدته يهاجم بقسوه وبلا أنصاف أو وعي ..
في قضيه المعلمه التي كانت في رحله نيليه مع زملالها مثلا وجدت من يرفض الامر او يهاجم يعزو السبب الي كونها معلمه ولا يليق بها ذلك ومن يدافع يرجع الامر ألي كونها حره بعيدا عن مكان عملها ومواعيده وانها في رحله ترفيهيه وليست بالمدرسه او داخل فصل تعليمي او مع الطلاب .
انا أحترم كلا الرأيين ولكن ماذا لو كان نفس مقطع الفيديو لنفس السيده في فرح قريب لها وماذا لو كان وسط زميلاتعا من السيدات بعيدا عن الرجال الم يكن لأختلف الامر ؟ ليس كثيرا بل قليلا .. والسبب أنه كان سينتشر أيضا طالما ان هناك شخص عديم الاخلاق والشرف قام بنشره وتوزيعه علي منصات التواصل . كانت ستخف حده الهجوم الا انه سيظل مقطع لسيده مصريه ترقص بطريقه فجه وأصبح متاح في أيدي الجميع وهذا يسيئ لأي سيده مصريه مهما كان عملها ومهما كان المكان او كانت المناسبه ..
ما زاد من انتشار الامر يا ساده هو أنه ضد عاداتنا وتقاليدنا فلا يصح ما قامت به ولا بتلك الطريقه الفظه وسط رجال سواء كانو زملاء عمل او اصدقاء أو حتي أقارب وانتهي الامر . ليس لنا دخل ما وظيفتها ما يهمنا أن هذا الفعل غير عادي وغير لائق بالنسبه لنا مهما كان اعتقادها او فكرها هي سيظل ضد الاصول التي تربينا عليها وطالما قامت به عليها أن تلوم نفسها وتتحمل تبعاته فهي كما تدعي الحريه في تصرفاتها خاصه في اوقات فراغها وهذا حقها كان عليها ان تدرك أن تلك الحريه لا تسمح لها بالتعدي علي قواعد واصول وعادات وتقاليد المجتمع او خرقها بأي فعل او قول علانيه كان عليها ان تحترس وتتحلي بالحرص . والخطأ ايضا يقع علي عاتق الرفقاء او الزملاء ممن شاركوها في الامر متناسين الكثير من القيود المجتمعيه والقواعد الأجتماعيه عوضا عن تحذيرها او لفت انتباها وتفادي الأمر . الخطأ يطال كل من كان موجود وتعامل بسلبيه والان يدعي البراءه و ينتقد ويتحدث عليها وعلي الامر كالبقيه ..
انتي يا سيدتي عليكي ان تتحملي توابع حريتك طالما أنها تتعارض مع افكار ذلك المجتمع الشرقي الذي تعيشين فيه . لو انك مارستي حريتك ببيتك وليس في مكان عام ما استطاع أحد أن يحكم عليكي أو يقيدها ولكنك وضعت نفسك تحت ضوابط المجتمع فور خروجك من منزلك والاختلاط بالناس فكان عليك التقيد بتلك الضوابط أيا كان عملك وأيا كنتي وأيا كان من برفقتك وحولك ..
ثم موضوع الهام شاهين وتكريمها من رئيس جامعه عين شمس بدون قيامها بأي عمل يستدعي ذلك التكريم وهذا ما يجب ان يسأل عنه رئيس الجامعه ليست المشكله في انها الهام شاهين جوهر الامر انه كلف الجامعه ميزانيه الأحتفال والتكريم وهذا مال عام فالسؤال المباشر يجب أن يكون ما العمل الذي قدمته أو قامت به ويستحق ذلك التكريم . لو كان الامر علي انها رمز من رموز الفن أو علي أعمالها الفنيه فهذا ليس من صميم عمل الجامعات المصريه هناك جهات أخري تكرمها علي ذلك .
خطأ وقع فيه رئيس جامعه مصريه عريقه وعليه ان يتحمل تبعاته ويحاسب عليه فهو منوط به تكريم القامات العلميه والأولي أصحاب الأبحاث العلميه والأساتذه المميزين والبارزين في مجالات تخصصاتهم ولا نعلم عنهم شيئا ويجب ان تقوم بدورك بتكريمهم ودعمهم وألقاء الضوء عليهم .
ما فعله السيد رئيس الجامعه ضد الأصول والعادات والتقاليد التي هي بمثابه عرف يساوي في قوته قوة القانون المعمول به داخل هيئه او جهه مصريه عريقه علي من يترأسها أن يحافظ عليها وأن يراعي أن تظل دوما شامخه وبعيده عن أي لغط وعليه ان ألا يكرر مثل ذلك الامر وتصحيحه بتكريم بعض من الكثيرين الذين هم بحق وبصدق يستحقون ذلك التكريم ..
لكي نعيد تأهيل أنفسنا علينا العوده الي ما كنا عليه . علينا العوده الي عاداتنا وتقاليدنا ومراعاه الاصول والثوابت في كل تصرفاتنا . علينا نسيان ما أوهمونا به علي انه شئ عادي . لا اتحدث عنها عن الحلال والحرام فالحلال بين والحرام بين وكل انسان متمسك بدينه وتعاليمه علي قدر تدينه والتزامه وهذه علاقته مع الله ومن سيحاسبه علي افعاله الله وحده وليس نحن . هذه علاقه خاصه بين الفرد وربه .
أنا أتحدث عن سيل المياه العكره التي تسربت ونفذت لتغمر عقول مجتمعنا من خلال نوافذ وأبواب عديده حتي اصابت كفات الميزان الذي كنا نزن به كل امورونا . أتحدث عن الأصول والعادات والتقاليد . أتحدث عن هويتنا . أتحدث عن موروثنا الفكري والحضاري . اتحدث عن الاصاله والعراقه التي تجري في دمائنا والتي كانت ترشدنا وتجعلنا نميز بين ما يصح فعله وبين العيب وما لا يصح ..
هل جفت عروقنا ام نفذ رصيدنا من العراقه والرفي جراء أنسياقنا نحو التحرر والحريه والحداثه ببلاهه وبلا مراعاه لضوابط مجتمعنا الذي نعيش فيه . نحن نواجه عدو تسلل الينا تاره خلسه وتاره علانيه بأقنعه عديده محاولا الاختلاط بنا ثم التجزر فينا من خلال سلكه طرق ودروب متنوعه ولكي نستطيع مواجهته والتغلب عليه في تلك المعركه التي لن تكون قطعا نهايه الحرب بيننا علينا بالعوده الي انفسنا الي هويتنا الي مصريتنا ..
