الكاتب والروائي/ إبراهيم ياسين – في حوار لجريدة نبض الوطن
الكاتب والروائي/ إبراهيم ياسين – واحد من أهم المبدعين العرب في العصر الحديث في حوار لجريدة نبض الوطن مع الإعلامية الفنانة / عبير عبد السلام
في بداية حديثي أود سؤالك عن مجلة online tv الأدبية و الفنية والثقافية لما قامت به المجلة في أقل من شهر من انتشار واسع ليس بين العرب فقط ولكن غير العرب أيضاً وتجاوز عدد أعضاؤها ٣٠٠٠ عضو ؟ وكذلك تعريف القارئ بشخصكم الكريم وكيف ومتي بدأت موهبتك الأدبية ؟
أولا : مجلة online tv هي المجلة الإلكترونية الأولى عالمياً التي يصدر لها عدد يجمع بين : – الألوان الأدبية المختلفة ( شعر عمودي وحر وقصيدة نثرية وقصة وخاطرة ونقد و شعر باللغة الدارجة و المقال ) و الفنون المختلفة ( تشكيلي وخط عربي ونحت ومشغولات يدوية ) هذا بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية ، وإليك ما قامت به المجلة في خلال شهر يناير وهو عمرها الحقيقي في الحياة الأدبية والفنية والثقافية المجلة أسبوعية ولكن بسبب قيامي بإنشائها في ٢٠٢٠/١٢/٣١ أصدرت العدد الأول في أول أيام العام الجديد وكان عدد بسيط بالمقارنة بالأعداد التي تلته ثم تتابعت الأعداد وصولاً للعدد الرابع عبارة عن ١٣٠ صفحة يحتوي على نصوص أدبية متنوعة من كل البلاد العربية و العدد الفني من جميع قارات العالم وأخيراً صدر العدد الخامس والأخير في شهر يناير ٢٠٢١ يحتوي على أكثر من ١٠٠ لوحة فنية متنوعة وكذلك عدد للفنون الأدبية المختلفة وشارك في هذا العدد أعضاء من شتى بقاع الأرض وتم إصدار عدد خاص بالشاعر الجزائري الفائز في مسابقة الشعر العمودي الفصيح وعدد خاص لطفلة شاعرة عمرها ٩ سنوات من مصر وعدد خاص لفنان تشكيلي عمره ٧ سنوات من المغرب وعدد خاص لفنان تشكيلي عمره ٩ سنوات من مصر وعدد خاص بفنانة تشكيلية مريضة بمتلازمة الحب كما يطلقوا على ذلك المرض مبدعة هى الأخرى وتلك هى سعادتي الكبرى مع الأطفال وتم عمل بث مباشر على المجلة مع جمعية دوروصاف الثقافية الجزائرية ونقل فعاليات السنة الأمازيغية وفقرة الشعر واللباس التقليدي والمأكولات التقليدية وشارك أطفال المدارس هناك أيضاً وتم منح جميع المشاركين شهادات تكريم من المجلة وتم طبعها وتوزيعها عليهم في نهاية الفعاليات
– وتم عمل بث مباشر من معرض للفن بمحافظة الفيوم – تم منح شهادات تكريم لكل الداعمين للعملية الإبداعية الأدبية والفنية والثقافية . – تم تقديم حلقات في علم العروض و الأوزان للمهتمين بكتابة الشعر العمودي وما زالت مستمرة – تم عمل مسابقة دولية للفن التشكيلي شارك فيها فنانين من دول عربية وأجنبية عديدة وموضوعها عن السلام العالمي – تم عمل مسابقة دولية للقصة القصيرة شارك فيها كتاب من جميع الدول العربية دون استثناء ولم تعلن النتيجة بعد . وهناك العديد من الأنشطة الثقافية في الفترة القادمة و كذلك الأعداد الأدبية و الفنية
س : تحدثت عن المجلة ولم تعرف القراء بعد بشخصكم الكريم؟ورحلتك مع القراءة؟ وأهم أعمالك ؟
درست الحقوق و العلم الحديث للصحة العقلية ودبلومة كتاب المستقبل من لوس أنجلوس ولدت في عائلة علمية تعشق العلم كان والدي مهندس زراعي و دراسات عليا في العلوم الزراعية و عمي أستاذ في الهندسة الكهربائية و عمي الآخر أستاذ في كلية الطب و جراح رحم الله الجميع .. وكان لوالدي تأثير كبير في حياتي القصيرة معه إذ أنه رحل عن عالمنا وأنا في الثانية عشر من عمري وكان يزودني بالكثير من العلوم في تلك الفترة المبكرة من حياتي و التي كنت أجهل فهم الكثير منها في ذلك الوقت ولكنها انطبعت في عقلي ووجداني وكان يريدني أن أكون جراحاً كأخيه.. ولكن كان لي رأي آخر لا أعلن عنه إلا في الخفاء إذ كنت متيماً بعشق القصص الموجودة في مكتبة المدرسة التي تقع في قريتنا الصغيرة و كنت دائماً ما أجد ذاتي بين السطور و في الإبحار مع شخصياتها الخيالية و التي كانت تبدو لي أكثر من واقع وأول كتاب قمت بشرائه كنت في الرابعة عشر من عمري فلسفة الاحساس بالجمال للفيلسوف الأسباني جورج سانتيانا و الأستاذ بجامعه هارفارد الأمريكية وكان لهذا الكتاب أثر كبير في حياتي ولا زلت أذكر منه الكثير برغم مرور تسعة عشر عاماً على قراءته وبدأت بقراءة المزيد و المزيد وكتبت القصائد النثرية ووقعت في عشق الرواية أكثر و أكثر وعملت في وزارة الكهرباء عشر سنوات و أهملت في حياتي بشدة و لكنني لم أهمل قط في الكتابة و القراءة يبدو أنها ولدت معي كظلي لها نصيب من كل يوم أعيشه وعدت محاولاً أن أقدم ولو شئ بسيط لمجتمعنا .
وقرأت الكثير من الكتب المهتمة بالرواية ونشأتها وتطورها مثل أعلام الفن القصصي للكاتبين الأمريكيين هنري و دانالي توماس و بحوث في الرواية الحديدة للكاتب الفرنسي ميشال بوتور و مراحل تطور الأدب الأمريكي مدمج مع رواية عيد ميلاد سعيد للكاتب دانيال ستير و تعريف الرواية الأوربية للدكتور سيد حامد و بحوث في الرواية الانجليزية للكاتبة إنجيل بطرس سمعان والعديد ، وكان لتلك الكتب وغيرها أثر كبير في حياتي بالاضافه الي روايات جوستاف فولبير و فيكتور هوجو وبلزاك وتشارلز ديكنز و دستيوفسكي و تولستوي و فرانسوا رابليه و توفيق الحكيم و نجيب محفوظ كل هؤلاء العظماء تعلمت منهم الكثير و الكثير و أعمال الكاتب العظيم جبران خليل جبران كالنبي و المجنون و الأجنحة المنكسرة و غيرها وحضرت العديد من المؤتمرات المهتمة بالراوية .
س : ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية و الأدبية ؟
كل كتاب قرأته ساهم في تكوين رؤيتي و الأهم هي تلك الدروس التي نتعلمها من الحياة إلى جانب أن أستعير نصيحة الكاتب الفرنسي فولبير ( لاحظ ثم لاحظ ثم لاحظ ) لكل كاتب و روائي
س : هل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية و لماذا ؟ هل يجوز كتابة السرد بالعامية ؟ هل كتابة الحوار بالعامية تفسد الذوق العام ؟
أنا لست مع أو ضد … ولكن وجهة نظري في ذلك الموضوع أنني لا أتصور الأدب العربي في معزل عن اللغة العربية الفصحي وفي الرواية أفضل السرد بالفصحي … وكذلك الحوار الداخلي بين الشخصية و نفسها أو الحوار الخارجي بين شخصيات الرواية أفضله بالفصحي ولكن الفصحي السهلة التي يسهل فهمها.. فلا أتخيل أن أقرأ رواية تسرد الفصحي وفجأة أجد كلمة عامية ذلك من شأنه أن يقطع إتصالي واندماجي مع الرواية ولا شك أن هناك شعراء مثلاً أبدعوا باللغة العامية
س : ما هى أهم المعوقات التى يصطدم بها الكتاب الشباب ؟ ما هو تقييمك لظاهرة الأكثر مبيعاً ؟
عدم وجود توجيه حقيقي ونقد بناء بالإضافة إلى مشاكل النشر ظاهرة الأكثر مبيعا لا تعني الجودة على الإطلاق ولكنها نجاح تجاري
س : هل ما هو رائج الأن من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان العربى و أزماتة و صراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاته ؟
الرواية من أكثر الفنون التي من خلالها يستطيع الكاتب التعبير بصورة أوسع نظراً لإتساع مناخ الزمان و المكان بصورة كبيرة إلى جانب تعدد الشخصيات ومنها الشخصيات النامية التي تتطور و تتفاعل مع الأحداث الكثيرة المتشابكة و المترابطة والتي تعطي فهم أكبر للنفس البشرية ومناقشة مشاكلها الحقيقية وبالتالي في الرواية تتناول الموضوعات بشكل أكبر بكثير عن غيرها
س : أيهما أكثر قدره على التعبير و التواصل مع القارئ الرواية أم القصة القصيرة ، و هل انتهى زمن القصة القصيرة ؟
القصة القصيرة هي فن الومضة وتعلق في ذهن القارئ لفترة طويلة ولكن الرواية أخطر في التأثير إذ أن الشخصيات التي ترسم داخل العمل الروائي تنطبع في ذهن القارئ ولا يمكن تغيير ذلك في عقل القارئ حتي إن قدمت له الدلائل علي خطأ الراوي.. لا لم ينتهي زمن القصة القصيرة كما لم ينتهي زمن الشعر… ليس هناك فن ينتهي إلا إذا انتهى الإبداع في ذلك الفن كما حدث للرواية الفرنسية عندما أعلن النقاد احتضارها وجاء ميشال بوتر وجدد الرواية عندما كتب رواية التعديل الإبداع هو أهم العوامل لبقاء الفن و استمراره
س : هل توجد علاقة بين الأدب والعلوم الإنسانية؟ وماهى أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب ؟
الأدب مرتبط بعلم الاجتماع و علم النفس و الفلسفة وغيرها و عظماء الأدباء قرأوا في كافة المجالات أهم المهارات .. الموهبة و الإرادة و التعلم دائماً و تصحيح الأخطاء و تقبل النقد البناء
س : ما هى نقاط التميز التى يمتلكها الأدب العربى ؟
يمتلك لغة قوية وشائقة وثرية غزيرة المترادفات يستطيع من خلالها التعبير بشكل أكثر من رائع عن أحاسيسه و أفكاره … وتراث زاخر بالكثير من العلوم و الفنون … إلي جانب الفرصة الكبيرة للإطلاع على كتاب من عوالم مختلفة
س : كيف كانت رحلتك مع الكتابة ؟
روايتي الأولى كنت أشك في قدرتي علي إنجازها وكتبت مراراً وتكراراً وانقطعت عنها… ولكن بدون المحاولة لن يصل أى كتاب إلى إنتاج عمل… واكتشفت فيما بعد أن البعد عن العمل لفترة يجعلني أراه من منظور آخر فأضيف أو أعدل بعد عودتي إليها .. ولكن في النهاية لم أتعلم الا بعد مناقشة روايتي الأولي مع أحد أساتذة الأدب و تلك التجربة كانت مفيدة للغاية بالنسبة لي إذ أنها جعلتني أقف على كل الأخطاء التي وقعت بها و قمت وتصحيحها وكتبت روايتى الأولى و أربع روايات أخرى بعد تلك المحاولة … وكنت حقيقة لا أهتم بالنشر إطلاقا ولكن نشرت العديد من القصائد النثرية وما زال لدى الكثير الذي لم ينشر ورواية ستخرج للنور قريبا بإذن الله
س :ما هو تعريفك للمثقف ؟ كيف يمكن بناء جسر بين النخبة المثقفة و البسطاء من الناس ؟
كما سبق أن ذكرت المثقف الحقيقي من الممكن أن يكون رجل بسيط تلقي قدر بسيط من التعليم ولكنه قادر علي نشر الوعي و الثقافة وقادر علي المساهمة في تعزيز الهوية العربية لمحيطه سواء كان صغيراً أو كبيراً
س : هل الكتابة هدف أم وسيلة ؟ و هل الموهبة وحدها تكفى ليكون الكاتب قادر على صياغة نص جيد ؟
الكتابة تحمل رسالة و تسليط الضوء على المشكلات و طرح الحلول و محاولة تكسير حواجز الجهل و التخلف و التعصب و التطرف و العنصرية واستشراف المستقبل . ليست الموهبة فقط ولكن بتعزيزها بالعلم و الأخلاق
