اعلام بورسعيد يلقى الضوء على أثار ظاهرة التنمر

علاء حمدي

عقد مركز إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع مدرسة الشهيد محمود مندور الابتدائية ندوة بعنوان ” آثار التنمر النفسية والاجتماعية على الطلاب ” استضاف فيها الدكتورة هاله مسعد مدرس التمريض النفسي و الصحة العقلية بكلية التمريض جامعة بورسعيد و أدارتها الأستاذة نيفين بصلة مسئول الاعلام التنموى بمركز إعلام بورسعيد بحضور الأستاذة عبير عبد العال وكيلة المدرسة والأستاذة سماح عبد الرحمن المنسق الاعلامى والأستاذة جيهان شوقى الاخصائى الاجتماعى بالمدرسة .

وصرح الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد بأن التنمر من السلوكيات الهدامة في المجتمع والتي تتنافى مع المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية الرفيعة و لذا ينبغي التوعية بخطورته و آثاره السلبية على الفرد و المجتمع .

وتحدثت الدكتورة هاله مسعد عن تعريف التنمر بأنه أحد أساليب العنف النفسي والجسدي التي يمارسها فرد أو مجموعة أفراد على فرد آخر أو مجموعة ويكون عادة الشخص الذي يمارس عليه التنمر أضعف من الشخص المسيء أو المتنمر حيث يتبع المتنمر أساليب عديدة أهمها السخرية من الشخص الآخر والإساءة إليه باللفظ من خلال الاستهزاء والتقليل من شأنه بشكل دائم بألفاظ خادشة ومستفزة وجارحة كما يلجأ المتنمر إلى مختلف وسائل الإيذاء كالتحرش الجسدي أو الضرب أو الإيقاع بالشخص الآخر بهدف إفساد حياته وجعله يشعر بالضعف والمهانة.

وفى سياق متصل أكدت الدكتورة هاله على ان مشكلة التنمر تبدأ غالبا من داخل الأسرة نفسها حيث يتحمل الأهل مسؤولية أبنائهم ويجب عليهم الاهتمام بهم والتعرف على أفعالهم سواء أكانت إيجابية أم سلبية ومعرفة ما يتعرضون له من إساءة أو ما يمارسونه على غيرهم من الأطفال ويجب مراقبة سلوك الطفل خصوصا إذا قيل عنه إنه متنمِر و ذلك بالتعاون مع إدارة المدرسة و عند التأكد من ذلك يعامل الطفل بهدوء حتى يتقبل فكرة الحديث عن التنمر وأنه يحب أن يبتعد عن ممارسته وذلك من خلال شرح مفصل لأسباب ونتائج التنمر السلبية ، و أن من أهم أسباب التنمر كسلوك عنيف مشاهدة مقاطع تحتوي على عنف سواء في الأفلام التي لا تناسب الأطفال أم في برامج الأطفال فلابد من الانتباه للأفكار والأحاديث التي يسمعها الطفل من الأهل أو من البيئة والمحيط نفسه فالأهل هم قدوة الطفل ومنهم يستقي أفكاره و قيمه التي سترافقه طيلة حياته .

post

وأضافت أن هناك أنواع للتنمر فالتنمر المدرسي هو أحد أنواع التنمر التي تمارس في المدرسة من قبل مجموعة من الطلاب على طالب أو مجموعة أخرى من أجل إظهار القوة والبراعة والذكاء أو من أجل تصغير شأن الشخص الآخر بدافع الغيرة وقد يكون من أجل الحصول على الشهرة والتنمر الإلكتروني هو الذي يتم على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ويكون هذا التنمر ذو انتشار واسع يتشارك فيه المتنمرون الصور والمقاطع المؤذية لبعض الأشخاص .

كما تناولت بالحديث أنواع التننمر حسب الوسيلة التي يلجأ إليها المتنمر فالتنمر اللفظي هو الذي يستخدم فيه المتنمر الألفاظ وعبارات السخرية والشتائم للاستهزاء من الطرف الآخر أما التنمر الجسدي فهو أقسى أنواع التنمر ويلجأ فيه المتنمر إلى إيذاء جسدي سواء بضربه أم التعدي عليه بمختلف الوسائل وهناك ايضا التنمر العاطفي هو الذي يقوم على الاستهزاء من عواطف ومشاعر الطرف الآخر ووضعه في موقف محرج يبدو فيه سخيفًا وضعيفًا.

واشارت الدكتورة ايضا الى أن ظاهرة التنمر تعود على الإنسان كفرد وعلى المجتمع ككل بآثار سلبية كثيرة لا تقتصر على الأذى الجسدي وإنما تشمل مشاعر الاكتئاب والتوتر والقلق التي تسببها على كلِ من يتعرض لتلك الظاهرة الشنيعة لأنه يشعر بأنه مضطهد ومعذَب ومنبوذ لصفة معينة فيه وهذا ما يدفعه إلى العزلة التامة والابتعاد عن الناس من حوله نتيجة شعوره بالرهاب الاجتماعي وبالتالي تدفع به إلى الانتحار وقد يلجأ الشخص المعرض للتنمر إلى أساليب دفاعية عدوانية تزيد من حدوث المشاكل بين أفراد المجتمع.

وفي نهاية الندوة تم التوصية بضرورة تكثيف جهود التوعية داخل المدارس بخطورة التنمر و آثاره السلبية و أساليب مواجهته و علاجه .

زر الذهاب إلى الأعلى