لحد البيت …قومى المرأة ببورسعيد يكرم الحاجه فاتن خياطة الحى الافرنجى 

بور سعيد.. مرفت العربى

٤٤ عاما من الكفاح و العطاء

حرصت الاستاذة نجلاء ادوار مقررة المجلس القومى للمرأة فرع بورسعيد على الذهاب الى الحاجة فاتن خياطة الحى الافرنجى لتكريمها فى منزلها

و اكدت ادوار ان الحاجة فاتن مثالا للامهات العظيمات فقد ضحت كثيرا من اجل تربية ابنائها و استطاعت على مدار 44 عاما أن تكون سندا لزوجها و ابنائها دون كلل أو ملل من العمل الذى اصبح جزءا من حياتها بل اعتبرت ماكينة الخياطة صديقتها ، و اشارت ادوار ان تكريم الحاجة فاتن هو تكريم للام المثالية التى لن نوفيها حقها مهما تحدثنا عنها و عن ما قدمته على مدار 44 عاما من الكفاح و التحدى و العطاء.

 

post

حكاية الحاجة “فاتن” خيّاطة الحي الأفرنجي ببورسعيد: الماكينة صديقتي اللي بتطبطب عليا.. بناتي فرّحوني بتعليمهم العالي

ظلت صديقتي على مدار 44 عامًا آنست وحشتي، وفرجت همي، وطبطبت علي في جميع أوقات الأزمات إنها ماكينة الخياطة التي قضيت معها عمرًا طويلًا”.. هكذا بدأت فاتن المغلاوي، التي تبلغ من العمر ٦٣ عامًا حديثها لـ” المجلس القومى للمرأة “، عن علاقتها بماكينة الخياطة وقصة كفاحها؛ لمساعدة زوجها في تربية بناتها الأربع.

وتقول فاتن: تعلمت بمدينة بورسعيدحيث التحقت بمعهد فني تجاري، وأنا من مواليد مدينة دمياط قضيت أجمل أيام شبابي بها، وتعرفت على زوجي إبراهيم عيد، وتزوجنا، حيث كان يعمل موظفًا بشركة النقل “الثقيل”، وأنا تسلمت وظيفة إدارية بإحدى المدارس، فكانت الحياة في بادىء الأمر بسيطة، وظروفنا المادية تكاد تكفي احتياجاتنا المطلوبة فنحن فردين فقط.

مرت الأيام وأنجبت الحاجة “فاتن” طفلتها الأولى “إيناس” إلا أن ظروف المعيشة كانت صعبة على الأسرة رغم مشاركتها بمرتبها، ففكرت كيف يمكن مساعدة زوجها، ولجأت إلى ما كان يستهويها، وهو عمل الست “مريم” والتي كانت تٌخيط الملابس لها، مرددة في نفسها لماذا لا أعمل مثلها “وأهو قرش يِسند”.

بدأت الحاجة “فاتن” عملها بتفصيل بعض الأقمشة وحياكتها بنفسها، ومرة بعد الأخرى استطاعت أن تُبدع في تصميم “الموديل” وحياكته، في البداية اعتمدت على زميلاتها في المدرسة، وكل واحدة منهن تأتي بمن تعرفهن إلى أن أصبح لها “زبون”، ومرت الأيام وأنجبت ثلاث بنات، ولم تنس الحاجة “فاتن” عملها الأساسي وهو رعاية أسرتها، فكانت تنتهي من عملها بالمدرسة وتذهب إلى بيتها؛ لتعد الطعام، حتى حضور بناتها من المدرسة، وتتابع واجباتهن المنزلية، وتحصيلهن الدراسي، كل هذا وهي تجلس على كرسي خشبي طوال اليوم، وأمامها صديقة عمرها، التي لم تخذلها يومًا، ولا تكل ولا تمل منها إنها “ماكينة الخياطةواستطاعت الحاجة “فاتن”، من خلال عملها، شراء سيارة “أُجرة” لزوجها كي يُساعدها في تحمل مسؤولية رعاية 4 أطفال، ومرت الأيام، وطويت ظهرها على “ماكينة الخياطة”؛ لفتح هذا البيت الكبير الذي يتكون من 6 أفراد، ولم تبخل على بناتها بشيء، بل اهتمت بتعليمهن، حتى تخرجن في كليات الهندسة ووالآداب والتربية النوعية، والخدمة الاجتماعية.

فرّحوا قلبي”

بفرحة كبيرة تخرج من القلب تقول الحاجة “فاتن” لـ”أهل مصر”: “بناتي تزوجن جميعًا وفرحوا قلبي، وشعرت بأن تعب السنين لم يذهب هباء”.

تتذكر الحاجة “فاتن” فضل الست “مريم” التي علمتها فن الخياطة وكانت سببًا في حُبها للتفصيل وتصميم “الموديلات”، وفي أحد الأيام دقّ باب منزلها؛ لتجد الست “مريم” وقد أرشدها الناس إليها وهي تبحث عن خياطةلتُفصل لها “عباية” تذهب بها لأداء فريضة العمرة، قائلة: “فوجئت بها، فهي لم تكن تعلم أن الخَياطة، التي أرشد عنها الناس، هي أنا”.

تفشى فيروس كورونا في البلاد، وأُصيبت الحاجة “فاتن” به؛ لأنها كانت مٌخالطة لزوجها، وأغلقت باب منزلها على أسرتها، قائلة: “لأول مرة أشعر بالغربة، أنظر لماكينة الخياطة وكأن حالي يصعب عليها، وكل من تأتي لتسأل عني وترن جرس الباب أقف خلفه لأخبرها بأنني لا يمكن أن أفتح لها بسبب إصابتي بالفيروس، فتحزن وتمشي، الأزمة دائمًا تكشف لنا أهمية النِعم والأشياء من حولنا”، وأدركت الحاجة “فاتن” خلال أزمة إصابتها بفيروس كورونا أن العلاقة بينها وبين مهنة الخياطة لم تكن مصدرًا للرزق فقط بل هي علاقة “عشق” للحرفة.

 

الحياة تتعثر مرات والظروف تشتد؛ لتلجأ الحاجة “فاتن” إلى “ماكينة الخياطة” حتى لا يُسيطر الحزن عليها، فـأصبحت “الماكينة” بالنسبة لها كالصديقة الوفية والحبيب الذي يُطبطب عليها في أي وقت شدة.

يُطلق عليها الزبائن لقب “الست فاتن”، وتضحك كلما سمعته؛ لتجد نفسها تسأل “زبونة” لماذا تُناديني بالست فاتن، رغم أنك أكبر مني؛ لترد عليها “الزبونة”: “ده انتي ست الستات كمان.. كريمة وحمولة ومكافحة وخياطة عشرة على عشرة”.

اختتمت الحاجة “فاتن” حديثها لـ”المجلس القومى للمرأة ” بأنها تحمد الله على جيرانها الطيبين، والعشرة الحلوة التي جمعتهم، فهي لا تُؤذي جيرانها بصعود ونزول المترددات عليها، كما أنها تحمد الله على علاقة الود التي احتفظت بها مع الزبائن، “فأحيانًا تيجي عندي “الزبونة” طول اليوم، فناكل مع بعض، ويبقى في عِشرة طيبة، جاتلي طفلة واتجوزت وخلفت وبناتها اصبحوا زباين عندي”.

زر الذهاب إلى الأعلى