تكنولوجيا الإلهاء و السلب.

 محموددرويش
أبحث كثيراً عن أى خيطٍ رفيع أتعلق به للعودة و لو للحظات نحو الماضى الذى كانت تُخيم فيه السذاجة فوق عقولنا كسربٍ من طيور النورَس فوق حقل مُورِق ، فكان كل شئ يبدو بسيطاً لكنه على بساطته كان يملك عبقرية غرائزية تطرب لها النفوس و تدوى لها القلوب فرحًا ..
لكننا حاليًا فى زمان سريع صارخ مُكتظ بكُل شئ ، لا يمنحك حتى حق الخِلوة مع النفس للحظات أو الإستمتاع بنسمة هواء صافية
وهذا هو زمن التكنولوجيا التى كان من المُفترض أن نتخذها دربًا نحو تيسير أمور الحياة ، لكنها قادتنا طوعًا و ربما كراهيةً نحو مسالك الهاوية المُنتظمة فأضحى القريب بعيد و البعيد فى طى النسيان
بل أصبح الفضول و إقتحام شئون الناس دستورًا ، وأصبح تسبيب الضرر و تتبُع العورات فنًا و صِنعةً
الروح مُثقلة مُنهكة يتراكم عليها غُبار كثيف ، غُبار جاحد عازل لا يعرف للرحمة مُستقر و لا يملُك للرحيل مفر ، ذاك هو غُبار التكنولوجيا ، تكنولوجيا الإلهاء و السلب.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٣‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

زر الذهاب إلى الأعلى